كما هو دأبي دائما ، أحرص كل الحرص على عدم ضياع وقتي فيما لا يفيد.
لذلك أحاول قدر المستطاع انتقاء ما أشاهده من برامج.
ولأني جدا معجبة بشخصية المذيعة الأمريكية الشهيرة Oprah ، التي تمثل نموذج المرأة المكافحة المثابرة ،
الغير عابئة بالرسائل السلبية التي تكون سببا في تحطيم البعض ، أشاهد لها عندما تتاح لي الفرصة برنامجها الشهير
والذي يحمل نفس اسمها.
في حلقة من حلقات هذا البرنامج ، استرعى انتباهي استضافتها لثلاثة من الشخصيات الأمريكية ،
التي تعمل على خدمة الصالح العام الأمريكي.
انهم : عمدة مدينة نيو وارك ، الديمقراطي كوري أنطوني بوكر.
وحاكم ولاية نيو جرسي ، الجمهوري كريستوفر كريس .
ومؤسس موقع الفيسبوك الشهير ، الملياردير الشاب : مارك زوكر بيرج.
ثلاثتهم اجتمعوا على هدف واحد وهو : اصلاح التعليم والاهتمام بالنشء ، واعادة الاعتبار للأخلاق ،
وتوفير ظروف تعليم ممتازة لكل الطبقات ،
كخطوات فعالة للرقي بالمجتمع الأمريكي.
وما استرعى انتباهي هو تكاثفهم وتوحدهم من أجل تحقيق هذا الهدف النبيل ، رغم اختلاف رؤاهم السياسية.
فالأول ديمقراطي ، والثاني جمهوري ، والثالث لا شأن له بالسياسة. ومع ذلك لم يمنعهم اختلافهم من التوحد والعمل
كيد واحدة.
وبالمناسبة ، قام مؤسس موقع الفيسبوك الذي ما زال لم يتجازو السادسة والعشرين من عمره ، بالتبرع بمبلغ مالي
قدره : مائة مليون دولار ، كمنحة لجمعية نيو وارك الأمريكية ، لبناء مدارس في الأحياء الفقيرة المتواجدة بولاية نيوجرسي ،
وذلك خلال السنوات الخمس المقبلة.
...
ربما ستتساءلون عن سبب ايرادي لهذه الواقعة التي فعلا أبهرتني. ؟؟؟
السبب هو ، حبي لطرح هذا الموضوع بين أيديكم أعزائي ، للنقاش الجاد والرد على الأسئلة التي تحيرني :
- لماذا هم يجتمعون رغم اختلافهم لتحقيق أهدافهم ؟؟؟
- لماذا نحن نفترق رغم توحد العديد من رؤانا ؟؟؟
- لماذا يتركون ما يختلفون عليه جانبا ، وعيا منهم أن الاختلاف شيء لابد منه ؟؟؟
- لماذا عندنا ، تتفرق الجمعية الى جمعيات ؟؟؟ والحزب الواحد الى أحزاب ؟؟؟ ونفس المشروع الى مشاريع متعددة ؟؟؟
- هل نحن دكتاتوريون بطبعنا ؟؟؟ أم ماذا ؟؟؟
...
أضع بين أيديكم هذه التساؤلات التي أتمنى أن أجد لها أجوبة شافية كافية.
ولكم مني كل الود والاحترام والتقدير.
منقول